الخميس 2 ماي 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13

هكذا تتخلص المصحات الطبية من الأعضاء البشرية ؟!

تابعونا على الفايسبوك

سيدي مومن بعد 19 عاما من الهجمات الإرهابية .. بناء العمران وتهميش الإنسان

كازا 24 الثلاثاء 17 ماي 2022

عبد الإله شبل/ عن:هسبريس

حلت أمس الإثنين الذكرى 19 للحدث الإرهابي الذي هز مدينة الدار البيضاء سنة 2003، وراح ضحيته عدد من القتلى والجرحى، وخلف مجموعة من المعتقلين في ما بات يعرف بملف “السلفية الجهادية”.

ومازالت مقاطعة سيدي مومن، التي خرج منها غالبية المتهمين في التفجيرات المذكورة، تقاوم من أجل محو تلك الصورة التي ارتبطت بها.

ومع حلول هذا التاريخ، يتساءل كثيرون حول ما تغير في واحدة من أكبر المقاطعات بالدار البيضاء مساحة وكثافة سكانية.

ويرى عزيز شاعيق، الفاعل الجمعوي بسيدي مومن، أن هذه المنطقة “لم تعرف تغييرات واضحة منذ العمل الإرهابي، إذ مازالت تعيش على وقع التهميش”.

وبحسب الناشط المدني ذاته فإن مقاطعة سيدي مومن ظلت على ما هي عليه بعد الأحداث التي شهدتها الدار البيضاء، ولم تعرف مستجدات سوى هدم “البراريك” وتعويض الساكنة المحلية ببقع أرضية.

وشدد المتحدث نفسه على أن “سيدي مومن عرفت بناء العمران مقابل تهميش الإنسان”، مسجلا أن “الأموال التي كانت موجهة لتأهيل وتطوير المواطن ذهبت في اتجاهات أخرى”.

وبالنسبة إلى يوسف اسمهيرو، عضو فيدرالية اليسار الديمقراطي، فإن سيدي مومن “في حاجة ماسة إلى ثورة ثقافية لإخراج المحسوبين على الحركة الإسلامية الذين ظهرت أسماءهم في التفجيرات الإرهابية من هذه القوقعة التي يعيشونها منذ سنوات”.

وأضاف اسميهرو، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية: “إذا كان البعض يرى أن ظاهرة الانتماء إلى التنظيمات المتطرفة في تلك الحقبة سببها العيش في ‘الكاريان’ فإن المشكل أكبر من ذلك، وهو مرتبط بما هو ثقافي”.

 

وسجل المتحدث ذاته أن “الأشخاص الذين غادروا السجن وعائلاتهم لم تتم مواكبتهم ولا مصاحبتهم اجتماعيا وثقافيا ونفسيا”، مشددا على أنه “رغم المقاربة الأمنية وكذا إعادة الإيواء مازال السؤال عن إمكانية القيام بمصاحبة ثقافية واجتماعية لإخراج المعنيين من هذه الظواهر ومصالحتهم مع المجتمع يطرح بحدة، وذلك تفاديا لانشاقاقات في المجتمع”؛ كما دعا إلى “وضع برامج تصحح الفهم المغلوط للمسألة الدينية، في ظل التعصب لبعض الأفكار البعيدة عن الدين الإسلامي”.

 

 

 

في المقابل، يؤكد عبد الغني المرحاني، نائب رئيس مقاطعة سيدي مومن، المنتمي إلى حزب الاستقلال، أن “المنطقة قبل التفجيرات الإرهابية لسنة 2003 ليست هي نفسها اليوم”.

 

وبحسب المرحاني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، فإن “سيدي مومن عرفت عدة تحولات وتغيرات، شملت مجالات منها الاجتماعي، عبر إعادة إسكان قاطني دور الصفيح، وإعادة إسكان سكان سيدي مومن القديم”، وزاد: “واقتصاديا تم إطلاق مجموعة من الشركات التي تساهم في الدورة الاقتصادية، وفتح فرص تشغيل لساكنة المنطقة؛ ناهيك عن ولادة مجموعة من الجمعيات المهتمة بالمجال الثقافي”.

 

ووفق عضو المجلس الجماعي فإن سيدي مومن “عرفت حركية ودينامية هامة بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك لمحاربة الفقر والهشاشة”، وسجل أن هذا المجهود الذي تم بذله “حوّل وجه سيدي مومن إلى الأفضل، مع التأكيد على أننا مازلنا في حاجة إلى مجهودات أكبر في قطاعات مختلفة، من بنية تحتية وصحية، لتحسين عيش الساكنة”، ليختم تصريحه بأن “سيدي مومن ليست الإرهاب، بل التربية والإبداع”.