الجمعة 17 ماي 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13

المقبرة الكبرى «سيدي مسعود» تراث الدارالبيضاء الدفين

تابعونا على الفايسبوك

الحي المحمدي في الدار البيضاء يفقد بريقه التاريخي وأبناءه يهجرونه تباعا

كازا 24 الخميس 9 يونيو 2022

خاص

يفكر عدد من سكان الحي المحمدي، في هذه الأيام، في مغادرته، ليس ترفا أو "مسك عليهم الله" أو ظروف أسرية، بل لأن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بالمنطقة تزداد تأزما، وربما يصبح الحي الشهير مستقبلا منطقة مهجورة، مثل تشيرنوبل الروسية، ويتعرض "ولاد الحي" الحقيقيون، وليس المستفيدون من "الماركة المسجلة"، للانقراض.

شخصيا، أومن أن الحي المحمدي سيصبح "مدينة فاضلة"، وسنعاين في دروبه المظلمة، في المستقبل القريب، حدائق فيحاء، تحتوي على أشجار الليمون ب"العنترية" و"الفوارات"، والتفاح في "بلوك السعادة"، والموز والأناناس في المنطقة الاستوائية "المشروع"، وأشجار التين والعنب في "الكدية" ودرب مولاي الشريف.

سيصبح الحي، بعد فشل جميع مشاريع عودته إلى التوهج الثقافي، متحفا يزوره السياح، ويتلذذون بقصص "كيرا" و"الحلايقي خليفة"، و"كوميرا في دغمة"، رغم أن "الكوميرا" نفسها التهمها مزيفون وهضمتها معدة المُدعون.

لن تجد في الحي، مستقبلا، مقهى "سبع عيون"، أو "يافا" (أغلقت أبوابها أخيرا بعد أن تنبأ مالكوها بالكارثة) أو "الملتقى" أو "تازليطا"، ولن ينغص عليك أحدهم قهوة الصباح أو الاستمتاع ب"جبانية الرايب" عند "لحسن"، أو الاستمتاع بأكل العربات في القيسارية ودرب مولاي الشريف.

سنعثر في الحي مستقبلا، على مكتبات عمومية رقمية (بلاش من هاذ الرقمية تتجيب غير الصداع)، وقاعات سينمائية ومركبات ثقافية أنيقة بها كراسي جميلة، وتحتضن أنشطة حقيقية .

سيختفي، في المستقبل، المُدعون، ويعود "ولاد الحي" الحقيقيون، حينها سنحكي القصص مع عزيز (ماشي سوقكم شكون هو)، ورشيد وحسن وإبراهيم... ونروي لأطفالنا عن مغامرات ملعب "الحفرة" وسوره المهترئ،

ودار الشباب و مدرسة "العوجة" والإمام البخاري، ونقص لهم حكايات الراحلين لبصير وأفيلال.

أحلام "ولد الحي" لا حدود لها" ، لكن اليد قصيرة واللسان ما فيه عظم.