استنكر سكان سيدي مومن القديم، خاصة سكان إقامات السكن الاقتصادي، استمرار غياب وسائل الإدماج والترفيه وطغيان العشوائي، ما حول المنطقة إلى فضاء للمنحرفين.

ويكفي القيام بجولة سريعة بسيدي مومن القديم، للوقوف على مشاهد فوضى التعمير التي تجعل سكان هذه المنطقة سواء بشقق السكن الاقتصادي التي أصبحت منتشرة مثل الفطر أو سكان دور الصفيح غارقين في أوحال الفقر وضنك العيش ومنغصات التهميش ومضايقات المنحرفين.

ويتضمن سيدي مومن القديم مساحات كبيرة لعمارات السكن الاقتصادي، ما يجعل الزائر يعتقد أن حال المنطقة تغير من سيئ إلى أحسن، وأنها تنتمي إلى مناطق التحضر، قبل أن يصدم بوجود عمارات عصرية تحيط بها دور الصفيح والقصدير، وهو ما يجعله يتأكد أن هذه الأحياء الإسمنتية التي أريد لها أن تكون عصرية لم تستطع مقاومة مظاهر الفوضى والتخلف التي بنيت على أنقاض العشوائي.

ويعبر سكان الإقامات عن معاناتهم جراء سوء البنية التحتية للمنطقة التي يقطنونها، التي تستقطب المنحرفين لممارسة هوايتهم في تدخين المخدرات واحتساء الخمور، بعيدا عن أعين المصالح الأمنية. وهي الحقائق التي اتفق عدد من سكان دور الصفيح معها، إذ اعتبروا أن التزايد العمراني لسيدي مومن القديم ببناء عمارات السكن الاقتصادي، كانا خطأ كارثيا حول حياة سكان "البراريك" والأسر التي اختارت المنطقة لامتلاك سكن بعيدا عن مصاريف الكراء إلى جيحم لا يُطاق، فعوض أن تؤدي ثورة البناء والعمران التي شهدها سيدي مومن إلى تطور المنطقة تحولت إلى نقطة سوداء لا يمكن إخفاؤها بمساحيق التجميل البالية.