رغم وجود مواقع أثرية بمنطقة بوسكورة، تبقى عين الجمعة، رمزا يفتخر بها قاطنو المنطقة، فالعين ظهرت منذ قرون، و ظلت علما يحمل أسرار المنطقة، إلى أن تم اغتيالها بطريقة تثير الاستغراب، وفقدت المدينة بريقها التاريخي، خصوصا مع تعرضها لغزو عمراني شوه جمالها.

وتعرضت عين الجمعة لإعدام ممنهج، استهدف بداية مجرى الوادي، حيث تحول إلى فضاء للتخلص من مخلفات البناء والأتربة الناتجة عن عمليات البناء. وتولى تلك المهمة أشخاص، نفذوها بشكل سري مقابل مبالغ مالية، ومع مرور السنين، توقف جريان المياه في الوادي نتيجة تلك الجريمة البيئية، ونفقت الأسماك التي زرعها المعمرون في النهر، وغادرته الطيور النادرة دون رجعة.

وكانت الطامة الكبرى، لما قررت جماعة بوسكورة بناء مسبح لأبناء المنطقة بالعين، قال العارفون بخبايا الأمور إن ميزانية تصل إلى 200 مليون خصصت له. وأسندت المهمة إلى مقاول، ودون دراسات أو استعانة بخبير، تم إنجاز المشروع، فانتهى بفاجعة.

وتوقفت العديد من العيون عن سكب المياه، والسبب خطأ طال عملية الحفر باستعمال جرافة، إذ تراجع منسوب المياه بسبب ذلك الخطأ الفادح بشكل كبير، لدرجة أنه صار عاجزا عن ملأ المسبح الإسمنتي، ومع مرور الأيام صار الفضاء مهجورا، وتحول إلى أطلال شاهدة على جريمة بشعة ارتكبت في حق عين تاريخية.