الجمعة 26 أبريل 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13

بالصور: «مارشي سنطرال».. معلمة تاريخية طالها الإهمال

تابعونا على الفايسبوك

رحيل الصحافي المغربي الكبير عبد القادر شبيه..عاش حرا ومات واقفا كالأشجار

كازا 24 الجمعة 18 غشت 2017

بعد أن عانى من الجحود ونتكر له الجميع ، انتقل إلى عفو الله الْيَوْمَ الجمعة الصحافي المغربي الكبير عبد القادر شبيه الذي كوّن اجيالا من مزاولي مهنة المتاعب وظل يغدق عليهم بتوجيهات ونصائح ويعيد تحرير وصياغة موادهم بدون تأفف.

وظل الراحل شبيه، خريج أول دفعة للمعهد العالي للصحافة بالرباط، معطاء في مسار مهني تقلد فيه مناصب المسؤولية وإن كان يعتبر أن الصحافي يحب أن يبقى صحافيا لاغير.
واشتغل الراحل رئيسا لتحرير إذاعة البحر الأبيض المتوسط( ميدي 1) في بداياتها، كما اشتغل بمعيّة نادية برادلي وَعَبَد الله الستوكي في يومية رسالة الأمة و"لوميساج دو لاناسيون" ورئيس تحرير يومية الصحراء المغربية لسنوات عديدة قبل أن يتوارى عن الأنظار .
وعاش الراحل حياة متعبة، لينتهي به المطاف نزيلا في فندق حقير من الدرجة صفر وسط مدينة الدار البيضاء، ورغم الفقر والحاجة ، لم يكن شبيه ليتحدث عن معاناته ولا ليرضى بصدقات أحد..وهو المراكشي العزيز النفس الذي حافظ على كرامته لآخر رمق.
وللراحل أفضال كثيرة على الكثير من الصحافيين المغاربة ، وقد عرف رحمه الله بطيبولة قلبه ودماثة خلقه ، يكتب بشكل أنيق بثلاث لغات، العربية والفرنسية والإنجليزية، كان يعتبر بمثابة الدينامو في مؤسسة ماروك سوار المقربة من القصر وعندما وجد في يوم من الأيام أن قناعاته تتعارض والخط التحريري الجديد لمؤسسة صارت تبحث عن الربح اكثر من الحرص على احترام اخلاقيات المهنة انسحب بصمت تاركا الجمل وما حمل.
وظل الراحل في اخر أيامه يقطن بغرفة حقيرة في فندق غير مصنف بعد ان ظل يسكن في شقة لأحد الفنانين لكن عجزه عن دفع اقساط الكراء جعل بصاحب الشقة يطرده للخارج ليهيم على وجهه في مدينة غول بحجم كازا.