هناك أناس يكرسون جل أوقاتهم للحصول على كميات من «الورص» وإعادة بيعها لآخرين يدفعون الكثير مقابل جزء صغير منه، يشير عز الدين، وهو جزار، كان يتحدث وهو ينعش ذاكرته مستحضرا ذات مرة حالفه فيها الحظ ووجد كرة صغيرة من هذا المستخلص العجيب بحجم بيضة الحمام، غير أنه كلفه ألفا درهم.

عز الدين، قال إن الجزارين وحدهم من يعرفون جيدا الورص ونوع الأبقار التي تحبل مراراتها بكميات وإن كانت قليلة منه إلا أنها تساوي الكثير، فبين 1000 مرارة بقرة هناك 50 غراما من الورص فقط.

وعموما حسب المتواتر لدى القلة العارفة بهاذ المستخلص فإنه قادر على تغيير معالم الأجساد بعد أسبوع فقط، مما يجعله هدفا تبحث عنه النساء وتلهث وراءه الباحثات عن تغيير أجسادهن النحيفة

ولأن قيمته تكاد تساوي الذهب لا تحبل مرارات لعجول به، فنادرا ما يقف الحظ في طريق الجزارين، وهم يجزون أعناق الأبقار، ولكي يبتسم لهم لابد وأن تكون البقرة حلوبا تسر الناظرين، وقد تجاوزت السنتين من عمرها أو رباعية أو جامعة وحتى المطيحة، بالإضافة إلى أن وزنها يجاوز 120 كلغ.

 وإذا ما توفرت هذه المواصفات في بقرة ما يعتمل الأمل في قلب الجزار، ويسعى حثيثا إلى ذبح البقرة وبقر بطنها للحصول على المرارة، التي تكون في غالب الأحيان حبلى بالأحجار وكميات مكورة من الورص.

 «في أحسن الأحوال تكون الكمية مشابهة لبيضة الدجاج البلدي، بينما لا تتجاوز حجم بيضة الحمام في أغلب الأحيان»، يشرح جزار، قبل أن يحيل على أن بعض رفقائه في المهنة، يسغفلون اهتمام أصحاب الأبقار ليستفيدوا من الورص الذي يجدونه داخل المرارة لبيعه فيما بعد تجفيفه بأثمان تبدو خيالية.

وتباع حوالي5 غرامات بـ 5 آلاف درهم فيما يشبه هذا المستخلص صفار البيض المسلوق (المح)، ويبرهن عليه بحك بعض منه على حلمة الأذن التي سرعان ما تحمر وتنتفخ بشكل ملحوظ بسبب تأثيره عليها.

الورص وفق إفادات متطابقة من لدن الجزارين هو مجموعة مستخلصات نبات تأكله الأبقار في المراعي العذراء، بعيدا عن التبن والأعلاف.

وحتى أن بعض الجزارين  تناولوا كميات من الورص وهو ما جعلهم ضخام الجثث عريضو المنكبين برقاب وأوداج منتفخة ومحمرة.

لكن لبعض النساء شروط يجب احترامها لكي يفي الورص بتحقيق النتائج المرجوة، وأول هذه الشروط هو الكتمان، فقد قالت إحداهن إن من شان معرفة الأفراد المحيطين بالراغب في زيادة وزنه بشأن تناوله الورص ألا يحقق المرجو من ورائه.

على أنه ولتحضير الورص ألمحت المتحدثة إلى ضرورة مزجه بتوابل خاصة كالزعفران الحر، والمسكة الحرة، والزنجبيل والسمن، والعسل الحر وزيت الزيتون.

حيث يتم حشو الخليط فيما بعد داخل بطن ديك صغير لم يصل بعد السن الذي يصيح فيه، ثم يطبخ الديك في مرق ممزوج بالبصل والزبيب والسمن، وزيت الزيتون وكأس ماء، ثم تناول الديك بعدا ذلك، وشرب كؤوس شاي بشعيرات من الزعفران الحر، وبعد ذلك يتوجب على آكل هذه الوجبة لزوم البيت لمدة أسبوع لتطرأ متغيرات على الجسد بعد ذلك.

ويظل الورص نادرا لأنه من بين ألف بقرة تقريبا يتم العثور على جزء صغير منه  يزن نحو 50 غراما.

المصدر/علاش