الخميس 25 أبريل 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13

حملة مقاطعة علامات تجارية شهيرة في المغرب تحيي الجدل حول«زواج المال والسلطة»

تابعونا على الفايسبوك

340 ألف بيضاوي في وضعية هشاشة !

كازا 24 الأربعاء 17 يناير 2018

 يوسف الساكت/عن:الصباح 

يوجد أكثر من 108 آلاف فقير بـ«القطب المالي الدولي» و12 مستشفى فقط لـ3.4 ملايين نسمة.

و لا توفر البيضاء لسكانها، الذين يزيد عددهم عن 3 ملايين و400 ألف نسمة، سوى 12 مستشفى عموميا إقليميا ومحليا أغلبها عبارة عن بنايات شبه فارغة موزعة على بعض المقاطعات، تفتقر إلى الحد الأدنى من التجهيزات الطبية والموارد البشرية والعلاجات والتخصصات الأساسية.

ويعيش القطاع الصحي العمومي بعاصمة المال والأعمال وضعا سيئا، يستغله بعض لوبيات المصحات والعيادات الخاصة الذين "يحلبون" جيوب المواطنين يوميا، مقابل خدمات صحية يندى لها الجبين، فيما تكتفي السلطات المحلية والإدارية والقطاع الوزاري المعني بمراقبة الوضع من بعيد، دون أدنى مبادرة.

وترفع صعوبة الولوج إلى العلاجات الأساسية معدل الهشاشة بالمدينة، إذ يقفز إلى 10.1 في المائة من مجموع السكان، بمعنى أن "القلب النابض للمغرب" يضم حوالي 340 ألف مواطن يوجد في وضعية هشاشة، رغم "إسهال" البرامج الاجتماعية والمشاريع المدرة للدخل، في عشر سنوات الأخيرة، التي حاولت تقليص هذا المعدل، دون أن تفلح في ذلك.

وتتوزع هذه الأرقام على عدد من النساء في وضعية اجتماعية صعبة، مثل المطلقات والأرامل ونساء دون معيل، كما تمس الشباب دون مأوى وأطفال الشوارع والأطفال المتخلى عنهم والسجناء السابقين دون موارد والعجزة المعوزين والمختلين عقليا دون مأوى والمتسولين والمتسكعين ومرضى السيدا المعوزين والمدمنين المعوزين والمعاقين دون موارد.

ويفسر ارتفاع هذه الأرقام بفشل برامج تحسين الرعاية وإعادة الإدماج الأسري والاجتماعي ومحدودية الخدمات المقدمة من قبل الجمعيات والمؤسسات العمومية وافتقادها إلى معايير الجودة، وعدم خلق طاقات استيعابية إضافية للاستقبال عند الحاجة، و"التخلويض" في دعم الفاعلين والجمعيات التي تعمل لصالح الأشخاص في وضعية هشة، وعدم الاهتمام ببرامج الوقاية خلال تحديد وتنفيذ أنشطة من شأنها الحد من الظاهرة.

من جهة أخرى، يبلغ عدد فقراء البيضاء، الذين لا يستطيعون تحصيل مصروف يومهم، إلى 108 آلاف فقير، إذ تصل النسبة من مجموع السكان إلى 3.2 في المائة، وهو رقم مخجل بالنسبة إلى مدينة تستحوذ على حصة الأسد من جميع برامج التنمية ونسبة مهمة من مشاريع الاستثمار العمومي.

وأقر مجلس المدينة، بعد سنتين وخمسة أشهر من الانتخابات الجماعية الأخيرة، بالخصاص الكبير بالمدينة في البنيات التحتية والمشاريع الموجهة إلى "تنمية الإنسان" وضعف الخدمات الصحية والاجتماعية الأساسية، أمام التزايد المضطرد في عدد السكان (نسبة النمو الديمغرافي 1.31 في المائة) وعدد الأسر التي يزيد عددها عن 900 ألف أسرة والعدد في ارتفاع كبير.

وسرد المجلس، أثناء إعداده مشروع برنامج العمل 2016-2022، عددا من الإكراهات ونقاط الضعف التي تواجه المسيرين، منها العدد الكبير من المقاطعات (16 مقاطعة)، وضعف الموارد المالية، وارتفاع منسوب التشويه العمراني ومعدل البطالة وسوء حركة السير والجولان في أغلب مناطق المدينة، وارتفاع الكثافة السكانية في الأحياء الشعبية، ومعها معدلات الفقر والهشاشة.

ويحاول "برنامج العمل" المتأخر بسنتين والمعتمد على إمكانيات الآخرين (وزارات وشركات للتنمية المحلية والجهة والعمالة..) التوفيق بين توجهين اثنين يبدو مستحيلا الاشتغال عليهما بشكل متواز: أولا، تجاوز الخصاص الكبير في تنمية المواطن البيضاوي والاهتمام بحاجياته وخدماته في حدودها الدنيا في جميع المقاطعات دون تمييز مجالي، والثاني، تحويل البيضاء إلى قطب مالي دولي وعاصمة ميتروبولية ذكية ومتطورة اقتصاديا وثقافيا.