الأحد 28 أبريل 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13

في الدار البيضاء .. الحمام الزاجل يدخل قفص كوفيد 19

تابعونا على الفايسبوك

كنيسة القديس يوحنا بالدار البيضاء أحد رموز ثقافة التسامح بالمغرب

كازا 24 الخميس 29 فبراير 2024

وم ع

 تعد كنيسة القديس يوحنا أحد رموز التعايش وثقافة التسامح في المغرب، بلد التلاقي.. كما تجسد روح مدينة الدار البيضاء العالمية، حيث تستعيد مكانتها باعتبارها أقدم كنيسة بالمغرب ما تزال مفتوحة في وجه المترددين عليها وزوارها.

وقد بنيت هذه الكنيسة، التي تجسد تاريخ المغرب الغني وتراثه المتعدد الثقافات، في بداية القرن العشرين، إذ تشهد على أصالة مدينة منفتحة على العالم.

ويعد مكان العبادة هذا أيضا نموذجا مثاليا لتميز علاقات الصداقة العريقة بين المغرب والمملكة المتحدة، بدءا من بنائه بموجب اتفاق بين سلطان المغرب وملك إنجلترا.

وتقع الكنيسة الإنجيلية الأنجليكانية في أحد أكثر الأزقة اكتظاظا بالدار البيضاء، ويتعلق الأمر بزنقة Guedj جوار فندق كبير. ونظرا للحضور المتزايد لعدد المهاجرين الآسيويين وبلدان جنوب الصحراء، تم ترميم الكنيسة وإعادة تأهيلها في السنوات الأخيرة مع الحفاظ على خصوصيتها المعمارية.

وبالإضافة إلى قيمتها المعمارية، فإن لكنيسة القديس يوحنا رمزية خاصة بالنسبة للمغرب، حيث تتعايش مختلف الديانات بسلام منذ قرون. أضف إلى ذلك أن هذه الكنيسة تشهد على قدرة المغاربة على العيش في وئام بغض النظر عن معتقداتهم الدينية.

على مدى عقود، كانت كنيسة القديس يوحنا " شاهدا صامتا "على العديد من الأحداث التاريخية والثقافية في المغرب.. فمنذ الحقبة الاستعمارية وإلى فترة الاستقلال وما بعده تمكنت من الصمود أمام اضطرابات التاريخ و ما تزال تمثل رابطا حقيقيا بماضي المملكة.

وبالعودة إلى البدايات الأولى ، فإنه في 12 ماي 1905، بادر Bruce Maclean القنصل البريطاني بالعاصمة الاقتصادية إلى وضع الحجر الأول للكنيسة كي يتمكن من دفن ابنه الشاب الذي توفي في ظل عدم وجود مقبرة مسيحية بالمدينة.

بالإضافة إلى ذلك طبعت الكنيسة أيضا حقبة من التاريخ منذ أن كانت بمثابة ملجأ إبان الإنزال الأمريكي البريطاني الشهير، الذي حدث سنة 1942 بالعاصمة الاقتصادية خلال الحرب العالمية الثانية.

وظلت الكنيسة منذ ذلك الحين ملتقى للمترددين عليها، كما أنها مكان مثير للاهتمام لزوار المدينة خاصة عشاق التراث التاريخي الذين يرغبون في الاستمتاع بهندستها المعمارية الغربية التي لا تخلو من لمسة مغربية وزخرفة بتفاصيل آسرة.

بالإضافة إلى الصلوات، فالكنيسة الإنجيلية مفتوحة من أجل تنظيم مراسم الجنائز وحفلات الزفاف وغيرها.

وتبقى الإشارة إلى أن كنيسة القديس يوحنا، المفتوحة دائما لأولئك الذين يرغبون في أداء الصلوات على مستوى أحد دور العبادة المسيحية الأكثر أصالة في الدار البيضاء، تحكي قصة هذه الثقافة الفريدة بالمغرب، والتي قوامها قيم التعايش والتسامح والحوار بين الأديان.